قصة صاحب الاذان .......

يحكي ان رجلا فقيرا كان له نقود عند احد الاغنياء ، وكان كلما طالبه به

ضربه الغني واهانه ،واشتكي ذلك الفقير الي صاحب الشرطه فما زاد الغني

الا عنادا واهانة للفقير ،ولما يأس الفقير من المال الذي له عند ذلك

المتجبر حزن حزنا شديدا ، فقال له احد الناس اذهب الي فلان الخياط وهو

سيحضر لك اموالك المسلوبه ، فتعجب الضعيف وقال ما عساه ان يفعل ذلك

الخياط مع هذا الظالم ،وذهب الي الخياط فوجده في ثياب رثه لا تدل علي ان

المتجبر الذي اكل ماله سيطيع ذلك الخياط ، وحكي الفقير قصته للخياط

وعندها قام الخياط واغلق دكانه وذهب مع صاحب المال الي الغني ، ولما

رأي الغني الخياط اكرمه واحترمه اشد ما يكون، ولما سئله الخياط عن مال

الفقير انكر الغني ما يقوله الفقير عندها قال له الخياط اعطي الفقير حقه

والا اذنت ، ارتعد الغني وقال للخياط لا الا الاذان ساعطيه ماله واعطا

الغني للفقير ماله واغلق بابه خلفهما ، هنا تعجب الفقير مما حدث

واستعجب من خوف الغني عندما ذكر اسم الاذان ، ولم يملك الفقير نفسه

وسال الخياط عن قصته وقصة الاذان ، فقال له الخياط اخذت نقودك

انصرف ، فالح الفقير علي الخياط لمعرفة قصته وقصة الاذان ، فقال

الخياط : انه كان من زمن طويل يسكن بينهم امير تركي راي امراة ذات

يوما خارجة من الحمام العام وعليها ثياب مرتفعة عالية فادخلها جبرا الي

قصره وهي تستغيث فذهبت اليه وانكرت عليه ذلك فما كان منه الا ان

ضربني ، فجمعت الناس وذهبنا اليه لننكر عليه ونخلص المراه فجمع خدمه

وضربونا بالعصي والسكاكين حتي ادموني ، ففكرت كيف احتال عليه حتي

يدع المراه .يقول الخياط : فصعدت الي منارة المسجد واذنت حتي يعتقد ان

الفجر قد حان ،وبينما انا اؤذن اذ بالشارع امتلئ حرسا وجنود السلطان ،

واخذوني الي السلطان فسالني اانت الذي اذنت فقلت نعم ياسيدي وحكيت

للسلطان عما كان من الامير فغضب السلطان وارسل في طلب ذلك الامير

واخرج المراة من داره وامر السلطان بقتل الامير ورمي جثته بنهر دجله

حتي يكون عبرة لمن لا يعتبر ، والتفت الي السلطان وقال لي : يا ايها

الرجل الصالح اذا رايت منكر ولم تستطع ان تغيره فاذن في اي وقت ياتيك

جنودي تامرهم بما تشاء . ومن يومها ما امرت احد بمعروف الا نفذه خوفا

من الاذان ومن عاقبته ......

ونحن متي يكون بيننا من يؤذن ليمنع الفساد من الارض

تقبلوا وافر احترامي وتحياتي